الصّواريخ تسقط والبلفون يُصوّر!!
الحرب " كلّ حرب" كلمة قاسية ، مخيفة ، هدّامة ، قتّالة ، تزرع الموت الزؤام واليُتم والثّكل ، وتُسيّل الدموع بلا انقطاع.. وها نحن وللأسف نعيشها ، نحياها في هذا الشّرق المُقدّس ، وكلّنا أمل وصلاة ضارعين الى الربّ لكي ما يريحنا منها ويزرع ربوعنا سِلمًا ومحبّة لكلّ البَّشَر .
ولكن ليس هذا الآن هو بيت القصيد مع أنّه القصيد كلّه . فهناك ظاهرة سيّئة مستهترة، تتلفّع بها حارات بلداتنا في هذه الأيام حين تُسمع صفّارات الإنذار ، معلنة ومُحذّرة من وصول مجموعة من الصواريخ الآتية من الشّمال ، فتجد بعض الشّباب وحتى من كبار السّن ، من يحمل بلفونه الخاصّ ويروح يصوّر " المشهد الشّاعري" متباهيًا انّه لا يخشى ولا يخاف ، مع العلم أنّ الأمر في منتهى الخطورة وعلينا أن نكون حكماء ولا نُجرّب الربّ كما جاء في الكتاب المقدّس : " لا تُجرّب الربّ الهك " .
تواصل معي قبل أيام صديق صدوق من عبلّين ومعلّم سواقة قدير وحثّني أن أكتب وأن أُنبّهَ :
واخبرني قائلًا : كان نسيبي ( معلم السواقة ) في سيارتي مع التلاميذ بالقرب من مفرق النّاعمة ( قرب بلدتي شفاعمرو وعبلّين ) وفجأة دوّت صفّارات الإنذار ، فأسرع الى محطة البنزين القريبة في الناعمة وخرج مع تلاميذه ليختبئوا ، وما أن فعلوا ذلك، حتّى سقطت وبعد ثوانٍ معدودات فقط الشظايا وأصابت السيارات هناك ، ومنها سيارة نسيبي فهشّمت الزجاج ..
وتابع قائلًا : لقد حماهم الله ..
واكمل معلّم السّواقة القدير قائلًا:
اكتب يا أستاذ :
تعالوا نحتاط ونكون حكماء ولا نسحب بلفوناتنا ونروح نصوّر وكأنّنا في حفلة عرس، فالحياة هي هي رأس المال ..
أتُرانا نتعظ ؟!!