تحميل...

الصّواريخ تسقط والبلفون يُصوّر!!

زهير دعيم
نُشر: 09:02

الحرب " كلّ حرب"  كلمة قاسية ، مخيفة ، هدّامة ، قتّالة ، تزرع الموت الزؤام واليُتم والثّكل ، وتُسيّل الدموع بلا انقطاع.. وها نحن وللأسف نعيشها ، نحياها في هذا الشّرق المُقدّس ، وكلّنا أمل وصلاة ضارعين الى الربّ لكي ما يريحنا منها ويزرع ربوعنا سِلمًا ومحبّة لكلّ البَّشَر .

 ولكن ليس هذا الآن هو بيت القصيد مع أنّه القصيد كلّه . فهناك ظاهرة سيّئة مستهترة،  تتلفّع بها حارات بلداتنا في هذه الأيام حين تُسمع صفّارات الإنذار ، معلنة ومُحذّرة من وصول مجموعة من الصواريخ الآتية من الشّمال ، فتجد بعض الشّباب وحتى من كبار السّن ، من يحمل بلفونه الخاصّ ويروح يصوّر " المشهد الشّاعري" متباهيًا انّه لا يخشى ولا يخاف ، مع العلم أنّ الأمر في منتهى الخطورة وعلينا أن نكون حكماء  ولا نُجرّب الربّ كما جاء في الكتاب المقدّس :  " لا تُجرّب الربّ الهك " .

تواصل معي قبل أيام  صديق صدوق  من عبلّين  ومعلّم سواقة قدير وحثّني أن أكتب وأن أُنبّهَ :

 واخبرني قائلًا : كان  نسيبي ( معلم السواقة ) في سيارتي مع التلاميذ بالقرب من مفرق النّاعمة ( قرب بلدتي شفاعمرو وعبلّين )  وفجأة دوّت صفّارات الإنذار ، فأسرع الى محطة البنزين القريبة  في الناعمة وخرج مع تلاميذه ليختبئوا ، وما أن فعلوا ذلك،  حتّى سقطت وبعد ثوانٍ معدودات فقط الشظايا وأصابت السيارات هناك ، ومنها سيارة نسيبي  فهشّمت الزجاج ..

  وتابع قائلًا : لقد حماهم الله ..

واكمل  معلّم السّواقة القدير قائلًا:

  اكتب يا أستاذ :

 تعالوا نحتاط ونكون حكماء ولا نسحب بلفوناتنا ونروح نصوّر وكأنّنا في حفلة عرس،  فالحياة هي هي رأس المال ..

أتُرانا نتعظ ؟!!

...