سفير ترامب المقبل في إسرائيل يريد ضمّ الضفة الغربية
عندما أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أنه لا يريد ضم شخصيات من إدارته القديمة مثل وزير الخارجية السابق بومبيو، اعتقد العالم ولا سيما العالم العربي بأن إعلانه هو بادرة حسن نية لسياسته الشرق أوسطية المقبلة. وعندما قرأت الخبر راودني شك في ذلك، وتساءلت في نفسي: كيف يمكن لترامب الذي اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل اليها السفارة الامريكية وضم الجولان خدمة لإسرائيل ان يغير موقفه. وكان شكي في محله. فقد أعلن ترامب، الذي سيعود للبيت الأبيض في العشرين من يناير/ كانون ثاني المقبل، اختيار مايك هاكابي الحاكم السابق لولاية أركنسو، سفيرا لواشنطن لدى إسرائيل. لأنه "يعشق إسرائيل وشعب إسرائيل، الذي يبادله العشق".
لنتعرّف على مواقف سفير ترامب الجديد لتحديد شخصيته السياسية من القضية الفلسطينية. اسمعوا ما قاله هاكابي في حديث لقناة "سي أن أن"، الأمريكية عام 2017: "هناك بعض الكلمات التي أرفض استخدامها، لا يوجد شيء اسمه الضفة الغربية، هناك يهودا والسامرة (الاسم الذي يطلقه اليهود على الضفة الغربية) ولا شيء اسمه استيطان غير قانوني بل هناك مجتمعات وأحياء ومدن". وكان هاكابي قد أدلى أكثر من مرة بتصريحات عنصرية ترفض حل الدولتين حيث صرح ذات مرة بأن "الأرض التي ستقام عليها الدولة الفلسطينية المستقبلية يجب أن تؤخذ من الدول العربية الأخرى، وليس إسرائيل."
وفي هذا السياق ذكر موقع "كيكار هشبات"، الذي يمثل التيار الديني المتطرف في إسرائيل، أن هاكابي هاجم حل الدولتين واصفاً إياه بـ"الجنون". ليس هذا فقط. وبحسب موقع أكسيوس الأميركي، فإن هاكابي وخلال حملته الرئاسية عام 2008، قال إنه "لا يوجد حقًا شيء اسمه فلسطيني."
ويبدو أن هذا السفير المقبل في منتهى الغباء ولم يقرأ التاريخ والجغرافيا. فرفاقه البريطانيون الذين استعمروا فلسطين كانوا يستخدمون اسم "دولة فلسطين" لأن هذا اسمها تاريخيا. وعلى السفير المقبل أن يراجع التاريخ.
يوجد مثل عربي يقول:" قل لي من تعاشر أقل لك من أنت". ولو عرفنا من هو الصديق الحميم لهذا السفير الأمريكي الجاهل لاكتشفنا فوراً اتجاهه السياسي. موقع "عروتس شيفع" الذي يعبر عن المستوطنين اليهود في الضفة، اعترف بان هالكابي تربطه علاقة وثيقة بجماعات "الهيكل" اليهودية التي تجاهر بسعيها لتدمير المسجد الأقصى ولا سيما مع النائب الليكودي، الحاخام يهودا غليك، الذي يعد أبرز قادة جماعات الهيكل في إسرائيل.
وحسب القناة العبرية الثانية، وكما جاء في تحقيق لها، فإن هاكابي هو أحد أبرز الداعمين للاستيطان وللجماعات اليهودية التي تعمل على تهويد مدينة القدس، والحركات التي تجاهر بالسعي لتدمير المسجد الأقصى. هذا هو نهج السفير الأمريكي القادم لدى إسرائيل، وعلى الأنظمة العربية المطبعة التفكير منذ الآن في كيفية التعامل مع هكذا سفير.
وأخيراً... حزبان أمريكيان فقط يتداوران على الرئاسة الأمريكية: الحزب الجمهوري الذي يؤمن بالصهيونية المسيحية حيث يرى أن بقاء اسرائيل ودعمها وتفوقها شرطاً دينياً لعودة المسيح. والحزب الديمقراطي الماسوني الاتجاه الذي يرى في إسرائيل شرطاً استعمارياً للتمدد والهيمنة الامريكية وفرض العولمه على شعوب العالم. إذاً لا فرق بين هذا الحزب وذاك اسرائيلياً، فهل يفهم العرب ذلك؟