قبض الريح
ما أنت سوى قبض الريح
مع الأيام تصير مجرّدَ ذكرى
حتى الطرقاتُ الأدْمنْتَ السير بها
ستصاب بداء النسيان
و لن تتذكر أنك كنت لها أوفى خلٍّ
قدماك تقبّل صفحتها
و العشب على حافتها يصحو
و النوم يخاصم مقلته
إن يسمع وقْع حذائك،
فاغزلْ منذ الآن رثاءك
و علقه على أفْقِكَ
كي تبلل منه نعشك
و اعلمْ
أن لا أحداً من نافذة الشوق يطل عليك
سوى العنب المرِّ
و تين الفشل المنذور لمثلك
و سوى محفظة كنت ترتّبُ فيها خيباتك
و تأكدْ
أن المذياع سيذهل حين يراك
و ليس هنالك من يرثيك
و حتى التلفاز
يصاب بداء الصمت
إذا صرتَ وحيدا مأدبةً للعزلةِ
أو قلْ صدَأً
يعلو وجه الزمن الموغل في الدكْنةِ،
لك أيامك
بحديقتها اغرس لحظاتك
إنك لحظتها
إنك قبض الريح يطارده الغيبُ
ـــــــــــــــ
مسك الختام:
وطني عزيز في الفؤاد حملته
ودأبــت دوما باسمه أتــباهى
منذ القديم سما جلالا وارتقى
حتى إليه مدى الجلال تناهى