تحميل...

التربية المانعة… درهم وقاية خير من قنطار علاج

د. غزال أبو
نُشر: 21:44

بقلم: د. غزال أبو ريا

مدير المركز القطري للوساطة .

تُعدّ التربية المانعة ركيزة أساسية لبناء مجتمع سليم وآمن، فهي تركز على الوقاية قبل العلاج، وتعزّز القيم الإيجابية وتنمّي المهارات الحياتية والاجتماعية لدى الإنسان منذ الصغر.

إنها ليست تربية عقابية، بل تربية وعي ومسؤولية، تزرع في الفرد القدرة على اتخاذ القرار السليم ومواجهة الضغوط الحياتية دون الانجراف نحو السلوكيات الخطرة.

كان والدي، رحمه الله، يردّد دائمًا: “درهم وقاية خير من قنطار علاج، قبل أن تنكسر حافظ عليها” — حكمة تلخّص جوهر التربية المانعة، التي تهدف إلى تحصين الإنسان قبل وقوع الخطر لا بعده.

-التربية المانعة من المخدرات: تحصّن الشباب بالمعرفة والوعي حول أضرار التعاطي، وتشجع على نمط حياة صحي ومتوازن.

-التربية المانعة من الكحول: تبني إدراكاً ناضجاً لمسؤولية الإنسان تجاه جسده ومجتمعه، وتدعم ثقافة الامتناع والاعتدال.

-التربية المانعة من العنف: تغرس قيم الحوار، التسامح، وضبط النفس، وتشجّع على حل النزاعات بالوساطة والتفاهم.

-التربية المانعة من السوق السوداء والسلوك الاقتصادي غير القانوني: تعلّم النزاهة، الشفافية، والعمل الشريف كقواعد للعيش المشترك وتحقيق العدالة الاجتماعية.

هنا يأتي دور السلطة المحلية في تعزيز التربية المانعة من خلال التنسيق بين مختلف الأقسام:

    •    أقسام الرفاه الاجتماعي: تقديم الدعم للأسر والشباب في حالات الضعف، ومتابعة حالات “شباب في خطر”.

    •    قسم التربية والتعليم: دمج برامج التوعية والتربية المانعة في المدارس والمؤسسات التعليمية.

    •    قسم مكافحة المخدرات: تنفيذ برامج وقائية، ورصد المخاطر، والتدخل المبكر لتقليل انتشار التعاطي بين الشباب.

إن المجتمعات التي تستثمر في التربية المانعة، بالتعاون بين الأسر والمؤسسات والمدارس والسلطة المحلية، هي مجتمعات تبني الأمان الاجتماعي والسلام الأهلي من الجذور. فهي لا تكتفي بمواجهة المشكلات بعد وقوعها، بل تعمل على منعها من الأساس من خلال تنشئة جيل يمتلك المناعة القيمية والسلوكية.

-التربية المانعة هي خط الدفاع الأول عن الإنسان ومستقبل أجيالنا القادمة، ومسؤوليتنا جميعًا أن نجعلها ثقافة وسلوكًا يوميًا يعزز الكرامة والانتماء والسلام.

...