المدرسة صرح تعليمي مقدس يحب ان يصان ويحترم
اهلنا الكرام , ما حدث في مدرسة قرية نين الثانوية هذا اليوم من عنف وهتك حرمة المدرسه يندى له الجبين وحادثه خطيرة يجب ان لا تتكرر في اي مدرسة اخرى , لأن للمدرسة حرمة وقدسية كبيرة جدا كونها رمز للعلم والمعرفة والتربية ويجب ان يحترم فيها المدير والمعلم والطالب لانها رمز القيم والأخلاق والنظام والآداب , فلا تكونوا معول هدم بأيديكم لهذه المؤسسة المقدسة التي تعلم وتربي اولادكم ا لضمان مستقبل أفضل لهم وتعلمهم المعرفة والانضباط ونبذ العنف والتعصب العائلي , وعلى الاهالي في كل بلداتنا الالتزام بالقوانين واحترام حرمة مدارسنا لضمان سير العملية التعليمة بانتظام و باجواء ايجابية خالية من التوتر والقلق والخوف .
قبل عقدين او اكثر لم يتجرأ أي طالب او أب الاعتداء على المدرسة وعلى المعلم ,الذي كان له هيبة ومكانة واحترام وللمدرسة كذلك , وكان الاب يقول للمعلم " خذ لحماته واعطيني عظماته " وكانت الصفعة او الكف التربوي من المعلم اثره على صقل شخصية الطالب وتصرفاته وتحضير دروسه والتزامه بالآداب وعدم الوقاحة واحترام قوانين المدرسة وزملاءه , هذه الايام تغيرت الأحوال والظروف ،واصبح المعلم يخاف من الطالب الوقح ومن تمادى أهله ودعمهم له ,ومن تقديم شكوى ضده في الشرطة , وأصبحت بعض مدارسنا الثانوية مسرحا للطوشات بين الطلاب , بدلا من ان تكون صرحا تعليميا وعلميا , بدوافع وأسباب مختلفة , استدعت تدخل الشرطة في بعض الاحيان ،
ان منسوب العنف في مدارسنا على ما يبدو يعكس العنف المستشري في مجتمعنا , وهذا يعني أن العنف الذي يحدث في مجتمعنا لأتفه الأسباب تأثيره مباشر على أبنائنا الطلبة ,
ظاهرة العنف في مدارسنا تعبر عن فشل تربوي للأسرة والمدرسة ومؤسسات المجتمع المختلفة التي فشلت في علاجها والتعامل معها , مما زاد منسوب هذا العنف في مدارسنا , وأصبح يشكل خطرا على العملية التعليمية وأثر سلبا على معنويات المعلم وعلى عطائه , فاعتداء الطالب وأهله على المدرسة وعلى المعلم خط أحمر ويجب التفكير بحماية المعلم بكل الوسائل .
ناقوس الخطر يدق بصوت عال , ان استمرار هذا العنف المدرسي يشكل خطرا على مستقبل أجيالنا في هذه البلاد ,ويجب ان تتضافر كل الجهود بين الأسرة والمدرسة والسلطات المحلية والمساجد والكنائس والخلوات في علاج هذا العنف الذي يتغلغل عميقا بين طلابنا الذين هم العمود الفقري لمجتمعنا مستقبلا , وكلي امل أن تلقى هذه الظاهرة الخطيرة العلاج والاهتمام وتوضع في اول سلم الافضليات لعلاجها من قبل قيادات مجتمعنا قبل استفحالها وعندها يصعب علاجها .
الأسرة والمدرسة بيئة تربوية لغرس القيم الجميلة وإكساب الطلاب صغارا وكبارا مهارات التحكم في الانفعالات، والتدريب على التعامل مع المواقف الصعبة، وتنمية مهارات الحوار واحترام تعدد الآراء، والتعود على احترام الأنظمة والقوانين، وتنمية روح المسؤولية من خلال الممارسة وليس من خلال التوجيهات النظرية والاختبارات.
الدكتور صالح نجيدات