"يا رايح كتّر من القبايح"... ليش يا أيمن عودة؟
عضو الكنيست أيمن عودة أعلن انه لن يرشح نفسه الكنيست في الانتخابات القادمة. صحيح أن إعلانه هو إيجابي ومنطقي، لكنه فعل بعكس المثل الشعبي "يا رايح كثر الملايح" وغيّر مضمونه ليصبح "يا رايح كتر القبايح". فقد كشفت القناة 12 العبرية، أن اتصالاً قد جرى بين أيمن عودة وحزب "الصهيونية الدينية" الذي يرأسه اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتاش المشارك في الائتلاف الحكومي. عودة لم ينف ذلك وأكد الحدث، لكنه من جهة ثانية أراد تخفيف حدة ردة فعل الشارع بقوله: "كانت محادثة عابرة في أروقة الكنيست مع عضو الكنيست سمحا روتمان من حزب سموتريتش". وعلى ذمة أيمن عودة فإن روتمان هو الذي بادر للحديث معه. فماذا يريد هذا العنصري منه؟
الحديث "العابر" وكما يقول عودة، كان حول إمكانية خفض نسبة الحسم في الانتخابات القادمة، بمعنى أن روتمان أراد جس نبض أيمن عودة من ذلك. فكيف كان رد عودة؟ رئيس "المشتركة الثنائية" وعده بأن "الحزب سيناقشها داخليًا ويتخذ قرارًا رسميًا عند طرحها في الكنيست". في رده تجاهل أيمن عودة نقطة مهمة وهي "الحركة العربية للتغيير" شريكته في "المشتركة" إذ من المنطق أن يناقش هذا الموضوع أولاً مع شريكه رئيس الحركة أحمد طيبي.
وما الهدف من خطوة خفض نسبة الحسم؟ الاستطلاعات تقول ان حزب "الصهيونية الدينية" لن يعبر نسبة الحسم في انتخابات الكنيست المقبلة، ويبحث رئيسها عن مخرج للبقاء في الكنيست من خلال اقتراح خفض نسبة الحسم، والذي إن تم تمريره في الكنيست سيساعد نتنياهو لأن أحزابا يمينية ودينية ستظهر على الساحة السياسية. "وانت شو علاقتك بالموضوع يا أيمن"
توجه الصهيوني روتمان الى عودة فيه مصلحة سياسية لليمين بالدرجة الأولى وليس للعرب. وقد برهن روتمان على أن السياسة فعلاً مصالح. وعندما تكون السياسة مصلحة لا يهم مع من يكون اللقاء ولنا تجارب في هذا الشأن. ولقاء الصهيوني روتمان مع أيمن عودة يأتي في إطار تلاقي بين قطبين متباعدين سياسيا أحدهما صهيوني يميني ديني متطرف والآخر عربي يساري علماني.
الأمر المضحك أن منصور عباس، وخلال مؤتمر صحفي عقده الاثنين الماضي في الكنيست، وجه انتقاداً لأيمن عودة بسبب لقائه مع الصهيوني روتمان لبحث إمكانية خفض نسبة الحسم في الانتخابات القادمة.
"شوفو مين بحكي". وقد قال عباس "يجب على الأحزاب العربية ألّا تمد يدًا لمساعدة هذه الحكومة أو أحزابها التي تكافح لعبور نسبة الحسم، فذلك يعني عمليًا تمكين اليمين المتطرف وسموتريتش من العودة للحكم وسرقة الانتخابات مرة أخرى".
لكن منصور عباس نسي المثل الشعبي " اللي على عينو خشبه ما بعاير اللي على عينو قشه" . ألم تلتقي المصلحة السياسية لرئيس "القائمة العربية الموحدة" منصور عباس مع اليميني المتطرف بينيت عندما دخلت "الموحدة" في الائتلاف الحكومي لبينيت وأنقذت الحكومة؟
فهل "أكلنا هوا ونسينا اللي جرى؟"