تحميل...

وما أدراكَ ما العقَبة

علي هيبي
نُشر: 17:06

 فرط الجوى في البعدِ قدْ أضناني فقصدْتُ وصلَكِ إذْ هواكِ دعاني

يا عقْبةَ الأردنِّ جئْتُكِ حاملًا فيْضَ الفؤادِ وغزّةَ الطّوفانِ

يا عقْبةَ الأردنِّ جئْتُكِ شاعرًا غصَّ القريضُ بغِصّةِ الفقدانِ

يا شافعيُّ كحّلْ عيونَكَ كاتمًا شوقَ الجفونِ إلى اللّقاءِ كفاني

يا عقْبةَ الأردنِّ قصرُكِ عامرٌ لا! لنْ أكونَ كبحتري الإيوانِ

يا تونسُ الخضراءَ جاءَكَ شاعرٌ لبّى نداءَ قريضِكِ القبّاني

هذا الّذي عصرَ الكرومَ قصائدًا تصبو إلى أنغامِهِ ألحاني

نيلُ الكنانةِ قدْ تجفُّ دماؤُهُ تجري دماهُ منْ أسى السّودانِ

ماذا أقولُ وأمّتي منكوبةٌ بالحربِ والأحزانِ

والإذعانِ

وبلادُنا مقسومةٌ مسجونةٌ صرْنا أسارى خرائطِ السّجّانِ

يا عقْبةَ الأردنِّ إنّي عاشقٌ هجرُ الخليجِ عنِ المحيطِ كواني

أينَ النّهارُ تناءى عنْ أفراحِنا وكذا تناءى الحبُّ عن أوطاني

مَنْ يحمي أقداسَ العروبةِ كلَّها إنْ لمْ نكنْ هلْ يفعلُ الياباني

في الغربِ كلُّ همومِنا حيكَتْ لنا فلماذا ننأى عنْ خيّنا الإيراني

يا عقْبةَ الأردنِّ حقُّكِ ساطعٌ كأداءُ أنتِ عقوبةَ العدوانِ

يا عقْبةَ الأردنِّ ظلّي عقْبةً كأداءَ ضدَّ الحربِ والطّغيانِ

ما زالَ صوتُكِ صاخبًا لكأنَّهُ لُقيا النّزالِ إذا التقى الجمعانِ

سبحانَ مَنْ خلقَ المياهَ جميعَها غذّتْ عذوبتُها دمَ الخُلجانِ

يا مهرجانَ الشّعرِ صرْتَ عكاظَنا صارَ القصيدُ يبوحُ للغدرانِ

يا لَلفنونِ تموجُ مع أمواجِها ويموجُ معْ أشعارِها الشّطّانِ

خلجاتُها سحْرُ الفنونِ وفجرُها لكأنّهُ رنّةُ الأنغامِ للعيدانِ

في عقْبةِ الأردنِّ غنّى الشّعرَ عنْ صوتٍ يطوفُ بمجمعِ الخلّانِ

سبحانَ مَنْ أسدى إليْكِ جمالَهُ يا ريشةَ الألوانِ للفنّانِ

يا عقْبةَ البحرِ والبحورُ ثلاثةٌ بحرٌ سيبكي همَّهُ

للثّاني

يا غزّةَ البحرِ والهمومُ ثلاثةٌ همٌّ يفيضُ محيطُهُ ويعاني

يا عكّةَ البحرِ والسّجونُ ثلاثةٌ في الذّاتِ والموضوعِ والعنوانِ

يا عقْبةَ الأردنِّ والبتراءُ مُعْ (م) جزةٌ هنا منْ شعبِها

المتفاني

صوتٌ منَ التّاريخِ يعلو صاخبًا فنًّا حضاريًّا مدى

الأزمانِ

يا عقْبةَ الأردنِّ فكّي رقبتي فأنا أسيرُ القمعِ

والخذلانِ

يا عقْبتي يا صورةَ الوطنِ الكبي (م) رِ وحبَّنا العربيَّ والإنساني

هذي القصيدةُ والسّلامُ ختامُها منْ شاطئِ الغندورِ والمرجانِ

ومنَ الفؤادِ حرارةٌ لا تنتهي شعرًا منَ الإنسانِ للإنسانِ

(أُلقيت القصيدة في مهرجان العقبة الدّوليّ السّادس للثّقافة والفنون والتّراث يوم الجمعة،

21/11/2025)

...