الجليلُ ينتظرُكُ يا يسوعُ
الجليلُ يا يسوعُ ما زالَ يُناديكَ من بينَ جبالهِ وسهولهِ ،
ينتظرُ خُطى قدميْكَ المباركتيْنِ كي تعودا فتهزّا حجارةَ
الطّريقِ ، وتزرعا الروابي زهرًا وزنبقًا وسلامًا ، فيروح
ينبعَ من بينِ الصُّخورِ نبعُ فرحٍ لا ييبسُ .
هنا يا سيدَ السّلامِ ، في جليلِنا الأشمّ والمشتاق ، ما زالتِ
الزنبقةُ تنبتُ عند ظلِّ شجرةِ التين ، والماء ينتظرُ أن
تُصافحَه يدُكَ ليتحوّلَ خمرًا في أعراس القلوب .
الجليلُ يا سيّدي - وانت تعلمُ - ما غفا يومًا ، فعيونُ
الناصرةِ تسهرُ، وشموعُ قانا الجليل لا تنطفئ ، وسُكونُ
جبل الطورِ يهمسُ في صمتِ الليل ، وجبلنا المُدوّر العبلينيّ
يرنو اليك من بعيد.
عدْ يا يسوعُ ، ففي الغيابِ تعبُ الروحِ .
عُد يا ربّ الحياة ولوّن سماءَنا بنورِك العجيب وسلامك
المهيب .
يا ابنَ العذراء الطّاهرة القدّيسة مريم ؛
في دروبِ الجليلِ ما زالت أصواتُ المجانينِ ترجو شفاءً ،
وأرواحُ الحزانى تنتظرُ لمسةَ عزاءٍ من قلبكَ الرؤوف .
الجليلُ يا يسوعُ ، لم ينسَ خبزكَ ولا سمكاتك ، ولم تغب
عن مائدتِهِ بشارتُك .
هو فقط يشتاقُ إليكَ ...
يشتاقُ إلى يسوعَ الإنسان والراعي والحبيب.
فعدْ يا طفلَ المغارة ، وامسحْ ذنوبَنا ببسماتك ، وغسّلها
بدمِك الطّاهر .
نعم عُد يا ربّ ، فالجليلُ لا يزالُ يفتحُ لكَ قلبَه ، فكلُّ مَن فيهِ
يؤمنُ أنكَ ستعودُ ، وتُقيمُ فينا الميلادَ من جديد .