تحميل...

الجليلُ ينتظرُكُ يا يسوعُ

زهير دعيم
نُشر: 17:49

الجليلُ يا يسوعُ ما زالَ يُناديكَ من بينَ جبالهِ وسهولهِ ،

ينتظرُ خُطى قدميْكَ المباركتيْنِ كي تعودا فتهزّا حجارةَ

الطّريقِ ، وتزرعا الروابي زهرًا وزنبقًا وسلامًا ، فيروح

ينبعَ من بينِ الصُّخورِ نبعُ فرحٍ لا ييبسُ .

هنا يا سيدَ السّلامِ ، في جليلِنا الأشمّ والمشتاق ، ما زالتِ

الزنبقةُ تنبتُ عند ظلِّ شجرةِ التين ، والماء ينتظرُ أن

تُصافحَه يدُكَ ليتحوّلَ خمرًا في أعراس القلوب .

الجليلُ يا سيّدي - وانت تعلمُ - ما غفا يومًا ، فعيونُ

الناصرةِ تسهرُ، وشموعُ قانا الجليل لا تنطفئ ، وسُكونُ

جبل الطورِ يهمسُ في صمتِ الليل ، وجبلنا المُدوّر العبلينيّ

يرنو اليك من بعيد.

عدْ يا يسوعُ ، ففي الغيابِ تعبُ الروحِ .

عُد يا ربّ الحياة ولوّن سماءَنا بنورِك العجيب وسلامك

المهيب .

يا ابنَ العذراء الطّاهرة القدّيسة مريم ؛

في دروبِ الجليلِ ما زالت أصواتُ المجانينِ ترجو شفاءً ،

وأرواحُ الحزانى تنتظرُ لمسةَ عزاءٍ من قلبكَ الرؤوف .

الجليلُ يا يسوعُ ، لم ينسَ خبزكَ ولا سمكاتك ، ولم تغب

عن مائدتِهِ بشارتُك .

هو فقط يشتاقُ إليكَ ...

يشتاقُ إلى يسوعَ الإنسان والراعي والحبيب.

فعدْ يا طفلَ المغارة ، وامسحْ ذنوبَنا ببسماتك ، وغسّلها

بدمِك الطّاهر .

نعم عُد يا ربّ ، فالجليلُ لا يزالُ يفتحُ لكَ قلبَه ، فكلُّ مَن فيهِ

يؤمنُ أنكَ ستعودُ ، وتُقيمُ فينا الميلادَ من جديد .

...