تحميل...

يا بَحْرُ… هَلْ تَحْمِلُ لِي الأبْصَارِ؟

 خالد عيسى 
نُشر: 19:19

يا بَحْرُ، ضاقَ بِوَجْهيَ الجَوُّ فِي الدِّيـــارِ،

فَهَلْ تَسَعُ الغُرْبَاءَ صَدْرًا غَيْرَ غَدَّارِ؟

هَذِي الحُدُودُ تُطَوِّقُ الرُّوحَ المُعَنَّــى،

فَخَذْنِي، فَقَدْ أَعْيَتْ خُطَايَ سُبُلَ الْمَسَارِ.

مَا عُدْتُ أَحْمِلُ فِي الرِّقابِ مَذَلَّـــةً،

وَالقَهْرُ يَقْضِمُ مِنْ جَناحِيَ كَالْمِنْشَارِ.

أَرِثُ الزَّمَانَ وَلَمْ يَزَلْ فِي صَدْرِهِــــمْ

صَوْتُ الخُطَى يُغْرِي الرَّحِيلَ عَنِ الْجِدَارِ.

يَا بَحْرُ، إِنِّي ضِقْتُ حَتَّى صِرْتُ لَا

أَدْرِي مَكَانِي… أَفِي السَّماءِ أَمِ الْقَفَارِ؟

فَافْتَحْ لِيَ الأَعْمَاقَ، أَسْبَحْ فِي دُجَــــاكَ،

لَعَلِّي أَجِدْ حُرِّيَّةً فِي جَوْفِ أَسْرَارِ.

قَدْ خُنْتَنِي الأَرْضُ الَّتِي رَبَّيْتَنِي،

وَغَدَتْ تُضَايِقُنِي بِظِلٍّ مُسْتَكْبَارِ.

أَمَّا أَنْتَ فَافْتَحْ لِيَ البَوَّابَ مُهْتَدِيًا،

فَالرِّيحُ تَدْفَعُنِي لِعَهْدٍ غَيْرِ مُنْكَسَارِ.

سَأُفْضِي إِلَيْكَ بِمَا كَتَمْتُ، فَرُبَّـــمَا

تَرْوِي صَدَايَ وَتَمْسَحُ الْجُرْحَ الْمُرَارِ.

فَإِنْ كُنْتَ مَأْمَنَ رَاحِلٍ فَلْتَحْمِلِــــنْ،

قَلْبًا أَضَاعَتْهُ الطُّرُقُ بَيْنَ لَهِيفٍ وَحَيَارِ.

...