تحميل...

كلماتُ جدي

غزال أبو ريا
نُشر: 22:52

“ماي دونجن شوك”… حكمة الجد، وصوت الهوية، وتجربة تعليمية لا تُنسى

جلس الجد قرب النار، يراقب شراراتها تصعد إلى السماء كأنها رسائل من الأرض إلى أرواح الأسلاف. اقترب منه حفيده وسأله بصوت يحمل قلق الأجيال:

— جدي، لماذا خسرنا؟ لماذا تبدو حكايات قومنا مليئة بالألم؟

ابتسم الجد ابتسامة الحكيم الذي رأى ما يكفي من الحياة، وقال:

“لا تُصدّق يا بُني ما يقوله البيض عنّا.

آمن بنفسك، بتاريخك، وبقوة الإرث الذي تحمله.

نحن لم نُهزم لأننا ضعفاء…

هُزمنا يوم صدّق بعضنا ما يقوله البيض عنّا.”

ثم أضاف وهو يشير إلى قلبه:

— الهزيمة الحقيقية ليست في خسارة أرض، بل حين يُقنعك الآخر أنك أقلّ قيمة مما أنت عليه.

حين ترى نفسك بعيون غيرك.

حين تتخلى عن روايتك، وتسمح لروايتهم أن تصبح حقيقتك.

 

 

تجربة شخصية من ثانوية الحكمة – سخنين

هذه الحكمة لم تكن بالنسبة لي مجرد قصة من تراث الشعوب الأصلية؛ كانت رسالة تربوية حملتها إلى طلابي عندما كنتُ معلّمًا للغة الإنجليزية في ثانوية الحكمة في سخنين.

كنت أرى في القصة فرصة لزرع الثقة في نفوس الطلاب، ولتذكيرهم بأن الهوية لا تُبنى بالمرآة التي يعرضها الآخرون، بل بالصوت الذي تنبض به الذات.

كنت أقول لهم:

“الشعوب لا تُهزم حين تخسر معركة… بل حين تخسر إيمانها بنفسها.”

وكان الطلاب يتفاعلون بعمق، لأن القصة ببساطتها وصدقها تفتح السؤال:

من يكتب روايتنا؟ نحن… أم الآخرون؟

 

 

رسالة الختام

حكمة الجد في “ما دونجن شوك” ليست مجرد سرد؛ إنها دعوة لاستعادة النظرة إلى الذات، ولأن نرى قوتنا بإيمان، لا بانعكاس صورة يرسمها غيرنا.

وهكذا تظل القصة — في الصف، وفي الحياة — درسًا في الهوية، وفي المقاومة الهادئة، وفي إعادة تعريف معنى الانتصار.

...